“عين الجرن” …. قومٌ من جذور التاريخ

“عين الجرن” …. قومٌ من جذور التاريخ

تمتد على رقعة واسعة من هضبة مرتفعة تطل على سهل واسع يمتد حتى البحر المتوسط غربا, والى طرابلس وسهل عكار في  لبنان من جهة الجنوب الغربي منها, مرتفعة عن سطح البحر “315م” تبعد عن مدينة صافيتا قرابة 7كم شرقاً على الطريق الواصلة إلى منطقة مشتى الحلو السياحية التي تبعد عنها قرابة 17 كم, على ضفة نهر الأبرش الذي يغذي القرية بكمية وافرة من المياه, تجاورها قرى عين دابش, السيسنية, بدادا, المتراس وجب الاملس.

يعود تسمية القرية بهذا الاسم نسبة الى نبع يدعى “عين الجرن” يقع إلى الشمال من القرية في سفح الجبل, وهو عبارة عن قناة مبنية من الحجارة والكلس متصلة بمغارة صغيرة حجمها قرابة 3 متر مكعب, ويعتقد أن بناء القناة يعود إلى العصور الرومانية. تتدفق مياهه كالشلال وبغزارة ومازال حتى اليوم يعتمد عليه اهل القرية لشرب مياه نقية وعذبة.

تعتبر عين الجرن قرية أثرية مميزة لكثرة الكنائس والابنية التاريخية التي تعود الى العصر الروماني منها كنيسة “عاصون” والتي لم يبق منها سوى بناء بهيئة قبو عقدي بجدارنه الاربعة, وبقايا لمبانٍ قديمة مجاورة للكنيسة على مساحة تزيد عن عشرة هكتارات مربعة. وحول هذه الآثار يوجد العديد من الأبار لجمع الماء إليها من نبع “عين الجرن” بقنوات فخارية, وحولها مقابر قديمة منتشرة جنوباً وشمالاً متروكة عرضة لعوامل الطبيعة والتخريب البيئي دون اي رعاية او اهتمام من اي جهة (كما يقول اهل القرية).

طبيعة الارض وكثرة الينابيع الغزيرة وعبور نهر الابرش فيها جعل من القرية جنة منتشرة على مساحة كبيرة, مشجرة بالزيتون والحمضيات والكثير من الفواكه الصيفة كالخوخ والمشمش والتين والعنب …. حيث يعتمد معظم اهل القرية بشكل رئيسي على الزراعة ومتشبثون بالعمل فيها, رغم وجود نسبة كبيرة جداً من المثقفين والاطباء والمهندسين ممن لهم أثر كبير على مستوى سوريا وخارجها.

يقدر عدد سكان القرية بثلاثة آلاف نسمة, والمغتربون قرابة 300 نسمة منتشرين في الامريكيتين واوروبا ودول الخليج العربي, يساهمون بشكل كبير في مساعدة اهل القرية ودعم المشاريع الخيرية والثقافية فيها. فلهم الفضل في بناء كنيسة “مار مخائيل” التي تم إنشاؤها عام 1986م بدعم كبير من المغتربين لتكون مركزاً دينياً وخيرياً وثقافياً للقرية ومحيطها.

يوجد في القرية حالياً مدرستين (ابتدائية وإعدادية), ومركز صحي, وعيادات أطباء ومختبر للتحاليل الطبية, وعيادة طب أسنان, وعدة صيدليات. كما يوجد العديد من مراكز بيع مواد البناء والالكترونيات ومراكز بيع بالتجزئة (دكان) وهذا دليل واضح على تكامل هذه القرية ببيئتها السياحية والخدمية والطبيعة الخلابة

جزيل الشكر للصديق انس الياس ولصفحة قرية عين الجرن على المعلومات والصور الرائعة للقرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *