ضَربَ بعصاه فنَبعت الأرضُ ماءً, قصة “عين الرّاهب”

ضَربَ بعصاه فنَبعت الأرضُ ماءً, قصة “عين الرّاهب”

عين الراهب قرية صغيرة تقع على السفوح الغربية لجبال وادي النصارى, 60 كم غربي مدينة حمص,  يكتنفها سحر الطبيعة الجبلية الخلابة, متوسطة قرى مرمريتا, الزويتينة, جوار العفص ومشتى عازار. وبارتفاعها الكبير عن سطح البحر وموقعها الجميل تستطيع ان ترى كامل السهل حتى البحر من جهة الغرب.

اطلالة على البحر

سميت بهذا الاسم لرواية يرويها الأجداد منذ أكثر من 500 عام

“كان هناك راهب عجوز يحمل عصا تساعده على المشي في الوديان أو الصعود الى المرتفعات وعندما كان مارّاً بوادي على مقربة من القرية شعر بالعطش فأخذ يبحث عن المياه فلم يجد و بعد أن وصل الى مكان عالي بعض الشيء طلب من الله المياه و ضرب عصاه بحائطِ قطعة أرض و اذ بالمياه تنبع من المكان الذي وضعت به عصا هذا الراهب فشرب من هذه المياه و تابع طريقه مارّاً بهذه القرية وأخبر قصته الى كل من صادفه”

حدّثنا أحد كبار أهل القرية وهو شاعر معروف في المنطقة يكتب الشعر باللغة المحكية ويدعى السيد سليمان وسوف “أبو لطفي” قائلاً عن قصة تسمية القرية مبتدأً حديثة ببعض ابيات الشعر واصفاً طيب أهل القرية وكرمهم

ضيعه بيوتا مشلوحا

وكل بوابا مفتوحا

واهلا للضيف حساسين

بتقلو مافي روحا

يقال ان احد الرهبان  النسّاك كان ماراً من هناك وقد اخذ منه الظمأ مأخذاً, فتضرع وطلب وفجّر ماءً بعصاه من الصخرة وسميت العين بأسمه

يعتمد اهل القرية بشكل كبير على الزراعة لكسب عيشهم, فمعظم اراضي القرية مزروعة بشجر الزيتون والاشجار دائمة الخضرة. حيث يخبرنا شاعرنا المحبوب:

لم يكن هناك قريه, بعد ان وجدت العين قدم شخص اسمه سعد وسكن قرب العين, تبعه فيما بعد اخيه الملقب بالحالوت, وقد استصلحوا الاراضي الواقعه تحت العين وزرعوها واستفادوا من مائها مع مواشيهم, ثم انتقلوا بعد ان تكاثروا الى أعلى الجبل,  وفي المرحله الاخيرة من حوالي ١٥٠ سنه نَقلوا سكنهم الى الاعلى حيث القريه اليوم, وكانت مزرعه وليست قريه لقلة عدد سكانها. فيما بعد قدم الى القريه عائلتي برهوم وحنا من بلدة “ايو” قرب حماه وبعدها قدمت عائلتي صبغه وسبعيني من قرية الشواهد القريبة من قلعة الحصن  وسافروا فيما بعد الى جزر الكاريبي.

يتواجد في القرية كنيستين ومدرسة وعدة محال تجارية للبيع بالتجزئة (دكان) ومعظمها حديثة العهد كما يخبرنا شاعرنا “أبو لطفي”

اول معبد فيها بني أيام الانتداب الفرنسي سنة ١٩٣٤م وهو كنيسة مار الياس للروم الكاتوليك, وفي ستينيات القرن الماضي بداوا ببناء كنيسه للروم الارثوذكس دشنت عام ١٩٧٨م.

وفي حديثنا عن سكان القرية يقول شاعرنا العزيز:

يتجاوز عدد المقيمين في القرية 700 نسمة, معظمهم متعلمون, ففي القرية اكثر من ثلاثين طبيب وطبيبة, ومهندسين ومهندسات أكثر بقليل وكذلك العديد من المحامين والمدرسين, ويكاد يخلو منزل في القرية من الخريجين الجامعيين. هاجر عددٌ ليس بقليل بأوئل القرن الماضي هربا من ظلم المستعمر التركي الى البرازيل والارجنتين وجزر بحر الكاريبي, فعلى سبيل المثال “ترينداد” اغنى .سكان الجزيره فيها اصولهم من قرية عين الراهب

جزيل الشكر لصفحة عين الراهب ضيعتنا والشكر الأكبر لشاعرنا المحبوب السيد سليمان وسوف “أبو لطفي

شاركونا بآرائكم في التعليقات بأسفل الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *