روفيل الفيل الصغير

روفيل الفيل الصغير

شخصيات القصة:

فيل اسمه: روفيل

عصفورة اسمها: سوزي

أرنبة اسمها: سيمونا

كان هناك مجموعة حيوانات تعيش في الغابة وكان الجميع يحبّون بعضهم بعضاً ولكن كانوا يتنمرّون على واحد منهم فقط وهو روفيل, لأنّه كان فيلاً حجمه ضخماً وكبيراً جداً بالنسبة للذين معه وكانوا أيضاً يتنمرّون على خرطومه الطويل والكبير فهم ليس لديهم هكذا شيء وقد حاول وفعل الكثير ليتقبّلوه كأن يطوي خرطومه لكن أيضاً تنمرّوا عليه وهذه المحاولة بطوي خرطومه قد آلمته كثيراً وحاول أن يغطي نصف جسمه بغطاء من أجل أن يصبح أصغر حجماً وأيضاً تنمرّوا عليه, ومهما كان يفعل لاينجح فقرّر الرحيل من الغابة وعدم العودة إليها ولكن بالطبع ما كان ليذهب لوحده من دون صديقته الوحيدة فلم يبقى له غيرها حيث أنّ أهله كانوا قد رحلوا من هذه الحياة منذ زمن وهي العصفورة “سوزي” وعندما أخبرها رفضت رفضاً قاطعاً أن يذهب لوحده وذهبت معه.

الفيل_روفيل
الفيل_روفيل

ولكن القدر لم يكتب لروفيل أن يذهب هكذا حزين وأن يبقى لديه جرح من هذا الاختلاف, لأنّه أحياناً يكون الاختلاف شيء جميل يجعلنا مميزين ويضفي أشياء جميلة لحياتنا لا ندركها ولكن هي موجودة.

 وفي طريقهم في الغابة وجود روفيل وسوزي أرنبة صغيرة تائهة فقرّروا إعادتها لأهلها, حيث أنّ روفيل كان طيب القلب ورغم تنمّر الآخرين عليه لم يكن يتنمّر عليهم وهذا كان ذكاءً منه حيث علينا عدم رد الإساءة بالإساءة. أمّا سوزي فقررت مساعدة الأرنبة الصغيرة لأنّ هذا الشيء كان ليجعل روفيل سعيداً وهي كانت تفعل أي شيء يجعله سعيداً. بدأت رحلة رائعة مليئة بالمغامرات الشيّقة والدروس التي تعلمها روفيل من هذه الأرنبة الصغيرة .

كان روفيل يعلم أنّ جميع الأرانب قد ذهبوا لحضور مهرجان الجزر في الغابة المقابلة ولكن كان الطريق إلى الغابة المقابلة يستغرق منهم أربعة أيام. عندما وجد روفيل وسوزي هذه الأرنبة كانت تلعب ببركة من الماء ونظرت لروفيل وضحكت فأقدم روفيل وأخذها من الماء فبدأت بالبكاء وما كان من سوزي إلا أن بدأت تغرّد لها لتسكت وفي حال بدأها بالتغريد سكتت الأرنبة وبعد مرور وقت كانت سوزي قد تعبت من التغريد فالطريق والتغريد في آن واحد متعب فقررت أخذ استراحة وسكتت وفي حال سكوتها بدأت الأرنبة بالبكاء فقال روفيل لسوزي: ما اسمها؟ علّنا نغني لها أغنية على اسمها فتهدأ.

العصفورة_سوزي
العصفورة_سوزي

سوزي:لا أعلم ، دعنا نضع لها اسماً ونغني لها.

فوافق روفيل ووضع لها اسم “سيمونا” وبدأ يغني لها هذه الأغنية.

سيمونا يا سيمونا                       أنا دخيل عيونا

وين هني الي حبّونا                    راحوا وهيك تركونا

سيمونا يا سيمونا                        أنا بحبك ما تخافي

رح أحميكي من كلشي                   ورح حطّك فوق كتافي

وهنا سيمونا كانت قد غرقت في نوم عميق وعندها كانوا قد وصلوا إلى شجرة نخيل كبيرة فناموا أسفلها وهكذا كانوا قد قضوا ليلتهم الأولى وعندما استيقظوا في الصباح الباكر كانت سوزي قد بقيت مع سيمونا وأمّا روفيل كان قد ذهب للبحث عن طعام وبعدما تناولوا الطعام قد أكملوا طريقهم وفي الطريق قد تعثر روفيل بحجرة كبيرة جداً وقد اختلّ توازنه لدقيقة وكان يحمل سيمونا على ظهره فعندما مال قليلاً قد مالت سيمونا إلى الأرض ولكن هي في الحقيقة لم تقع بل تزحلقت على خرطومه وبدأت بالضحك عندها استغرب بأنها لم تبكي بل ضحكت عندما اقتربت من خرطومه ومنذ ذلك الوقت بدأت سيمونا بالتزحلق على خرطومه وهو بدأ يرميها إلى الأعلى ويلتقطها بخرطومه وثم قالت له: لقد أحببت خرطومك ،أنت محظوظ تستطيع أن تشرب به وأن تلتقط به طعامك وأن تحمل به الأشياء التي تريدها أمّا أنا ليس لدي .

فقال لها:ولكن أنتي لديك يدين وهذا لا يجعلك مختلفة عن الآخرين كثيراً.

الارنوبة_سيمونا
الارنوبة_سيمونا

فقالت له:نعم أنا لدي يدين ولكن أريد أن أكون مثلك مميزة فأنت باختلافك هكذا أصبحت مميزاً. فنظر إليها بدهشة كبيرة فهو للمرة الأولى يكتشف أنّ لاختلافه نقطة إيجابية وهذا جعله يشعر بالسعادة وأما سوزي فقد نظرت لها بكل فخر وتقدير، وبعد قليل عندما كانوا يمشون قد رأوا أفعى فبدأت سيمونا بالبكاء لأنها لم تكن تعلم أنها صديقة سوزي وبدأ روفيل بتكملة غناء الأغنيةالتي بدأ بها

سيمونا يا سيمونا                        لا خلص ما تبكي

كرمال عينك هالحلوة                    سمعينا صوت الضحكة

سيمونا يا سيمونا                       أنا وسوزي كنّا صغار

هي تلعب ع الشجرة                    وأنا بفكر بفكرة

أنو هيي مبسوطة                       مبسوطة وعندها طاقة

وأنو لازم بيناتنا                         بيناتنا يكون في صداقة

وبعدين صرنا رفقات                    رفقات كتير كتير

وساعدتني بكلشي فات                  ويلي فات كتير كتير

وثم وصلوا إلى آخر النهار ووجدوا كهف مهجور ليناموا فيه وفي اليوم الثالث وعند الصباح الباكر بعدما انطلقوا قد واجهوا مجموعة صيادين كانوا يريدون قتلهم وأخذ سيمونا ليأكلوها ولكن سرعان ما تحرّك روفيل ورفع سيمونا بخرطومه ووضعها على غصصن الشجرة وبجانبها سوزي وتمكن من إخافتهم وإبعادهم قبل أن يطلقوا عليهم النار وعندما أنزل سيمونا من على الغصن قد احتضنت خرطومه وبعدها احتضنت رأسه من الخلف بعد وضعه لها على أكتافه وقد شعر بسعادة كبيرة حيث أن سيمونا أحبته وهي تعبر عن هذا وهي تثق به وهنا شعر أن هناك ناس تحبه بلا أن يغير من نفسه شيء أي مثلما هو, ومن كثرة السعادة بدأ بالغناءمن جديد:

روفيل_الفيل_الصغير
روفيل_سوزي_سيمونا

سيمونا يا سيمونا                  القدر هوي فرقكن

بس معك نحنا                    راحوا راحوا وجمعونا

سيمونا يا سيمونا                 كرمال حبّن غيرونا

تغيرنا وما استفدنا                ما حبونا وجننونا

سيمونا يا سيمونا                هني صح ما حبونا

بس في عالم بتحبنا              متل ما نحنا وما بزعلونا

وهنا كانوا قد وصلوا إلى النهر الذي يفصل بين الغابتين ولكن روفيل وسوزي قرروا قطعه في اليوم التالي الذي هو اليوم الأخير من رحلتهم لأنهم لم يستطيعوا توديعها بسرعة هكذا فهم سيفتقدوا لها كثيراً ومن الآن بدؤوا بافتقادها وعندها جميعهم ناموا على حافة النهر وفي الصباح الباكر من اليوم التالي قد قطعوا النهر ودخلوا الغابة التي بها ستلتقي سيمونا بأهلها أخيراً وكانت سوزي حزينة جداً وما كان منها إلّا أن بدأت بالبكاء فعندها سيمونا قالت لها بأنها ستأتي لزيارتهم كل فترة مع والديها في غابتهم وأمّا روفيل ولأنّه لايحب الوداع فقد بدأ بالغناء

سيمونا يا سيمونا                     قولي لأهلك يلاقونا

نحنا رح نعطيهن ياكي                بصّحة وسلامة يا ملاكي

سيمونا يا سيمونا                     هني صح زعلونا

بس أنتي وقلبك الطيب               جيتوا وراضيتونا

وعندما انتهى من الغناء كانوا قد وصلوا للمهرجان وتزحلقت سيمونا على خرطوم روفيل ونزلت إلى الأرض وعانقت عائلتها وثم احتفل جميع الأرانب ومعهم روفيل وسوزي بمهرجان الجزر وبعد كل هذه الرحلة قد اقتنع روفيل أنّه أحياناً الاختلاف يكون شيء مميز ويضفي على شخصية صاحبه طابعاً مميزا يجذب بعض الناس إليه وليس بالضرورة أن يحبه الجميع أو أن يكون صديق الجميع يكفي أن يكون صديق للذين يكون معهم على طبيعته وهم يحبوه كما هو من دون أن يغير بنفسه ويروا اختلافه شيء جميل وكل الذين يتنمروا قد يكون تنمرهم ناتج عن نقص لديهم لذلك ليس علينا دائماً أن نبحث عن غلط بأنفسنا. كل هذا تعلّمه من أرنبة صغيرة في رحلة استغرقت أربعة أيام وأصبح راضياً عن نفسه وحياته.

كتبت القصة الطفلة: دلع سلوم

                                                                                               

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *