انت بطل حياتك

انت بطل حياتك

غريس فتاة صغيرة توفيت والدتها عندما كانت في السادسة من عمرها، وهي الآن تبلغ الثانية عشرعاماً وقد انتقلت مع والدها الى مدينة جديدة, بالكاد تعرف بها احداً.

استيقظتْ باكراً وارتدت ملابسها الانيقة والمرتبة وهي متحمسةٌ جداً فهو اليوم الأول لها في مدرستها الجديدة ولا يوجد معها سوى والدها في هذا اليوم.

 جود: أين أنتِ يا غريس

غريس: أنا هنا يا أبي في الغرفة، أرتدي حذائي، إني قادمة

جود: تعالي لكي أسرّح شعرك

غريس: ها قد أتيت

جود: هذا أول يوم لكي في المدرسة هل تستطعين أن تعيدي لي ما اتفقنا عليه؟ وكل الأشياء الإيجابية التي ذكرناها؟ هل تستطيعين فعل هذا لأجلي؟

غريس: حسناً يا أبي، أولاً: أنا جميلة جداً وأنا رائعة، لست أفضل من أحد وليس أحد أفضل مني, ولكن أنا لدي قدرات وأعمل على تطويرها وسأنجح دائماً وسأكون إيجابية مهما حصل.

جود: وماذا نسيتي أيضاً؟

غريس: لا يا أبي لم أنسَ بل أحب أن أقول هذه الجملة بقلبي

جود: هلّا قلتها لي بصوت عالي؟

غريس: حسناً سأقولها، أنا أشكر الرب لأنه أعطاني قدراتي وميزاتي التي أفتخر بها ولكن أنا لا أغترّ بنفسي بل أعمل على تطويرها وأشكره لأنه يحبني.

جود: والآن أعيدي قول هذا الكلام وأنت تنظرين إلى عيناكِ في المرآة ليس وأنت تنظرين إليّ, لكي تسمعها أذنيك وأنت تقوليها لنفسك.

وبعدما انتهت غريس قام والدها بإيصالها للمدرسة، هاهو أول يوم في المدرسة وهي تعلم أنها قد لاتلقى تواصلاً كبيراً من الأطفال ولكنها واثقة بأنهم سيحبونها مع مرور الوقت, فهي شخص محبوب فالله يحبها وكانت مؤمنة ومقتنعة بهذا الكلام.

وصلت إلى المدرسة ودخلت الصف والجميع ينظر إليها بغرابة هي جديدة عليهم جميعاً, وبعد قليل دخلت المعلمة وتعرفت عليها وأحبتها, والمعلمات الأخريات أيضاً, وبدأ الطلاب في الصف يتقربون منها, ولكن كلنا نعلم أن أول يوم في المدرسة ليس بهذه السهولة, قد يحدث به أشياءٌ لن تكون راضٍ عنها, ولكن يجب أن تتأقلم وتحاول كسب محبة الجميع فأنت “بطل حياتك”, وفعلاً هناك تلميذة من الصف لم تُعجب بغريس وهي “هيلين”, انزعجت من اهتمام المعلمات المفاجئ بالتلميذة الجديدة “غريس”حيث أن “هيلين” كانت معتادة على اهتمام المعلمات بها.

إلى أن دخلت المعلمة “ستيفني” فكان لغريس رأي آخر, فقد رأت غريس في المعلمة “ستيفني” أنها قاسية مع الطلاب ولا تضحك معهم أو تظهر لهم القليل من العطف أو الحنان, ولكن المعلمة ستيفني بنظر إدارة المدرسة كانت معلمة جدية وتعلم الأطفال وتقدم لهم الكثير من العلم والمعرفة وتعمل بجهد لكي يتعلموا.

ولكننا لا نستطيع لوم غريس على رأيها, فالمعلمة ردت عليها بقسوة, عندما وعدتها غريس “أنها ستصبح الطالبة المميزة لديها” حيث قالت لها “أنها لا تشعر بأنها مجتهدة كفاية لكي تكون طالبتها المميزة”, وهنا أخطأت هذه المعلمة لأنها كانت الطريقة الخاطئة لتحفيذ غريس على العمل والاجتهاد أكثر.

أمّا غريس فلم تضعف عزيمتها بعد قول المعلمة ستيفني هذا الكلام بل وعلى العكس من هذا, بدأت تدرس كثيراً وتنظم وقتها بين درس ولعب وتلفاز وتسلية, وازدادت قرأتها للكتب ومشاهداتها للبرامج التعليمية, واتخذت من كلمة سيئة وُجّهت لها مفتاحاً لبابِ نجاحٍ كبير, وسارت بطريق الاجتهاد

وبعد شهرٍ وجدنا غريس تلمع كالنجم في المدرسة وتتلقى اعتذارات من هيلين ومن المعلمة ستيفني, فوجدوا أنهم كانوا مخطئين فهي صديقة رائعة وطالبة مميزة ومجتهدة.

والآن تقف غريس أمام والدها تقول له ما حدث بفخر وكيف أنها لم تسمح لكلمة سيئة أن تكسر اجتهادها أو كلام أبيها, الذي لطالما شجعها, وهو ينظر إليها بكل فخر لأنها استطاعت التغلب على هذا بمفردها.

وصية غريس لكم أيها الأصدقاء:

“كونوا أقوياء وواثقين من أنفسكم دائما وتعلقوا بأهدافكم ونجاحكم وطوّروا مهاراتكم قدر ما تستطيعون”

كتبت القصة: دلع سلوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *