حجارتها سوداء وقلوب أهلها أنصع من بياض الثلج

حجارتها سوداء وقلوب أهلها أنصع من بياض الثلج

دخولنا إليها لم يكن عادياً, شعور أخذ بنا الى العصور القديمة, بيوت سوداء من البازلت, طرقات ضيقة قليلاً, والنباتات والأزهار تحيط بنا على جدران المنازل من كل صوب.

عين دابش, قرية صغيرة, تتربع على هضبة واسعة مكوّنة من خمس تلال صغيرة (تلة المشتى، ضهر الغربي، العبوش، كرم النخلة، الشيخ غريب), ترتفع 350م عن سطح البحر الى الشرق من مدينة صافيتا بقرابة 12كم,  متوسطة المسافة بين منطقة مشتى الحلو السياحية “15كم” وعن دير مار جرجس الحميراء “15كم”. تجاورها قرى “خربة الجب, المتراس, بدادا, عين الجرن والسيسنية.

لتسميتها قصتان, او روايتان إن صح التعبير, فالأولى تقول أن اصل التسمية كلمة “سريانية” “الدبش” والتي تعني “الدبس” او “العسل” حيث كان معظم اهل القرية يعملون بتربية النحل وصناعة الدبس والعسل.

أمّا الرواية الأخرى فتقول ان اصل التسمية كلمة “تركية” تعني “العيون الخمس” حيث يتوفر في القرية خمس ينابيع ماء (“ينبوع ماء” يقال له “عين ماء” في العامية) وهي ” عين شاكيش، عين النقر، عين الديسة، عين ضني، جب الضهر” كانت تشكل المصدر الرئيسي للمياه في القرية.

تتميز القرية بآثارها الكثيرة التي تعود للحقبة الرومانية, ففيها مدافن رومانية وكنيسة مازالت بعض معالمها قائمة حتى الآن, وحتى منازلها المبنية من الصخور البازلتية السوداء المتوفرة بكثرة في تلك المنطقة مازالت شاهداً حياً على أصالة التاريخ وعبق الحضارة فيها. وفيها ايضا كنيسة وجامع بنيا منذ قرابة ال 100 عام يخضعان للترميم باستمرار.

اما طيبة اهلها فرائعة كعبق الورود المنتشرة في القرية, اهل الضيف والكرم والشجاعة, يعشقون الارض والزراعة ويتمتعون بثقافة عالية فمنهم الاطباء والمهندسون والمدرسون, والحرفيون المتمرسون بمهنتهم, يظهر هذا جليّاً بوجود خمس معاصر للزيتون ومدرستين ومعمل لصنع السجاد اليدوي والذي يعد من أقدم معامل السجاد في المنطقة (تأسس عام 1955م). يبلغ عدد سكانها الحاليين قرابة 3000 نسمة, والمغتربون يقدرون ب 300 نسمة يعملون في دول الامريكيتين وكندا, أوروبا ودول الخليج العربي.

تتمتع القرية بطبيعة حراجية خلابة, وأراض متنوعة الزراعات, كالزيتون المنتشر بكثافة والحمضيات, والفواكه الضيفية كالعنب والتين , والخوخ والمشمش والتوت.. وهذا جعل منها مكاناً مناسباً جداً لتربية النحل وصناعة العسل, وقد لفت انتباهناً شيئً مميزاً وهو استخدامهم لسلال القصب بشكل لافت لجمع الفواكه من الاشجار

شكرا للاخ محمود سليمان الطنبري للمعلومات الرائعة والصور الجميلة للقرية.

لا تعليقات بعد على “حجارتها سوداء وقلوب أهلها أنصع من بياض الثلج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *